مشروع وقف مجمع طهور لمرضى السرطان


في أمسية مفعمة بالأمل والتفاؤل، وتحت رعاية سعادة محافظ عنيزة السابق، الأستاذ فهد بن حمد السليم، شهدت جمعية طهور بعنيزة لحظة تاريخية بوضع حجر الأساس لوقف برج طهور لمرضى السرطان. كان ذلك بفضل الله في مساء يوم الاثنين 5/ 9/ 1436هـ، في حفل استثنائي أقيم في موقع الوقف بحي الخزامى على طريق عثمان بن عفان رضي الله عنه، مقابل مركز التنمية الاجتماعية، حيث اجتمعت فيه الأيادي البيضاء والنفوس المعطاءة لبناء صرح إنساني.

هذه الأرض المباركة، التي تبلغ مساحتها 1500 متر مربع، الممنوحة بحب وكرم من بلدية عنيزة، تحتضن مشروعا فريدا بمساحة مسطحة قدرها 9423 مترا مربعا، وبتكلفة إجمالية تصل إلى 24 مليون ريال. هذا المبلغ لم يشمل فقط الإنشاء، بل تضمن أيضا تجهيزات طبية متقدمة وأثاثا مكتبيا يليق بهذا الصرح الخيري.

ومع بزوغ شمس يوم الأربعاء 29 رجب 1443هـ الموافق 02 مارس 2022م، وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة القصيم، اكتملت ثمرة الجهود وتم افتتاح البرج الوقفي. حضر هذه المناسبة المميزة عدد من الداعمين والشخصيات الرسمية ووجهاء محافظة عنيزة، لتشهد العيون والأيدي معًا بداية رحلة من العطاء والرحمة.

منذ ذلك الحين، بدأ الوقف يقدم خدماته المتنوعة للمجتمع المحلي، شاملاً باقة من الخدمات الاجتماعية والصحية والتأهيلية، حتى وصلنا إلى تاريخ 14 مايو 2024. في هذا اليوم، تم توقيع اتفاقية إيجار واستثمار للبرج مع شركة الرعاية السامية العالمية لمدة خمسة عشر عاما، في خطوة تهدف لتعزيز استدامة جمعية طهور لرعاية ومساندة مرضى السرطان بعنيزة.

هذا البرج الوقفي ليس مجرد عقار شامخ؛ بل هو نبض حياة لمستقبل الجمعية والمستفيدين من خدماتها من مرضى السرطان، حيث يساهم بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% من إيرادات الجمعية السنوية، التي تخصص لدعم برامجها وخدماتها المتنوعة المقدمة للمستفيدين وللمجتمع المحلي، كما أن الجمعية، بحكمة وبعد نظر، تخصص 25% من إيرادات أوقافها للتوسع في مشاريع جديدة تضمن استدامة مالية متينة، بما يعزز الاستقرار المالي ويسهم في استمرار العطاء.